ومازال الحديث مستمراً حول من يديرون لعبة قذرة في الخفاء , والشعوب المغلوبة على أمرها مازالت تتلقى وتنفذ !!
هناك من أبطن شراً من عبدة المال والثروة والشهرة و الشهوة لسنوات طويلة , كان العمل بطيئاً , فلم تكن هناك وسيلة فعالة ليصل فكرهم المبطن لكل بيت بسهولة , حتى دخل التلفاز ثم تلته جميع الأجهزة الالكترونية و الاعلامية بكل أشكالها , ليسيروها معاً بنفس أهدافهم .
وفعلا تم تحقيق النجاح الكبير في النفوذ لكل العقول بكل فئاتها والعبث بها وضبط تردداتها على أهوائهم ومتابعة استجابتها ثم اضافة المزيد والمزيد من التأثير عليها مع الوقت !!
فاليوم وبعد السنوات الثلاثين التي قضتها بيوتنا صديقة وفية لهذا التلفاز....أصبحنا نستعجب و ننتقد الجيل الجديد من الشباب لماذا أصبح جيل تافه غير مسؤول !!
وننتقد لماذا أصبح الرجل الكبير ورب الأسرة والذي كان يُنظر له أنه القدوة والمثل الأعلى قد تجده اليوم يسافر باحثاً عن متعة !!
وننتقد لماذا أصبحت النساء مصابات بداء الجمال والرشاقة والموضة والأزياء !!
ونتسائل لماذا أصبحت كل أسرة تتكبد القروض والديون المالية التي تستنزف شهرياً جزءاً كبيراً من دخلها من أجل تأثيت بيت والتركيز على الكماليات أو شراء سيارة جديدة أو سفر أو شراء منزل لأسرة يكفيها أقل من المساحة التي تحاول الحصول عليها أحياناً !!
لماذا أصبح الأهل غير قادرين على السيطرة على الأطفال وعلى هوسهم بألعاب الكمبيوتر ووسائل التقنية التي تتوفر بيد كل طفل اليوم بلا رقيب !!
لماذا أصبح جيلنا يفضل نفس مطاعم (الوجبات السريعة ) والماركات معروفة في هذا المجال على كثرة مضارها لكن الأغلب يريدها ويحبها !
ويفضلون شرب نفس المشروبات الغازية من شدة ما يسوق لها بالاعلانات لدرجة بعض العائلات لا تستغني عنها و بكل وجبة تجدها طفلاً مدلالاً على السفرة , ولا توجد ثلاجة ليس بها علب لهذه المشروبات بصورة دائمة رغم انهم يدركون كم هي مضرة على صحتهم .
حتى الملابس أصبح الكثيرون مهوسون بها خاصة النساء أدمن نزول الأسواق وتكديس الدواليب بملابس ربما يمر العام ولم ترتدي كل مايملكنه !
للأسف أصبح العامة بالمجتمع يفكر بنفس الطريقة ويملك نفس الأهداف فيرى السعادة بالمظاهر هي فقط بامتلاك (مال بيت سفر سيارة وظيفة) رغم انها أساسية لاستمرارية الحياة ولكن لا يعني ذلك أن لا نفكر بغيرها ! أقصد الحياة المادية أصبحت طاغية ومتفشية وتلاشت الأهداف الأخرى لتكون أهداف مستهلكة أنانية , فنادراً ماتسأل شخص عن هدفه بالحياة وقد يجيبك ...!!
اطمح للتعريف بالأسلام بصورة صحيحة وأكون قدوة لغيري أو تحقيق جائزة نوبل أو اسعى لاكتشاف طبي أو حتى حفظ القرآن !! مهما امتلأت الحياة بالعقبات فمن وصل لهدف بحياته مهما اخبره من حوله ان ذلك مستحيل , فلن يكون الطريق نحو تحقيق الطموح مفروش بالورود .. !
أتسائل كثيراً ... لماذا زادت المشاكل الاجتماعية والنفسية والصحية !!! طلاق عنوسة بطالة مخدرات اغتصاب اكتئاب رشوة ربا واسطة , وظهرت كثير من الأمراض الفيروسية والكوارث بيئية وأصبحت تهددنا باستمرار وكثير من البرامج التي تعالج هذه القضايا والتي كان الاعلام الفاسد سبباً في تفشيها بصورة غير مباشرة !!!
لماذا طال هذا الجهاز السياسة وأصبحت مجرد دمية بين يديه , فأصبحنا نشاهد مسلسلات دموية وكوارث انسانية كل يوم , مجاعات وفقر وحروب بكل أنحاء العالم ولم نعد نفرق بين الحقيقة والمشاهد (المفبركة) ولسذاجتنا كنا نصدق ونبكي وأحياناً نصفق ونفرح !!
لماذا تحصل اغتيالات لعلماء ومفكرين ورؤساء !! و تفجيرات بسفارات ومباني ومتاجر وحتى بالشوارع , وظهر مصطلح (ارهابي) وسني وشيعي وصوفي وكردي وعلوي ومسلم ومسيحي وأصبحنا نعيش الوهم ويتم تسويق الشهوة والرغبة والمال على أنها طريق السعادة !! وتلاشى مصطلح كافر ويهودي فجأة !! بل نادراً مانسمعه و ينطق على استحياء !!
لماذا لم تعد القناعة ولا الرضا ولا البساطة عنوان لنا بل المزيد والمزيد والمزيد ومازلنا نظن أننا سنحصل على السعادة ولكن لم نحصل الا على المزيد من التفكك والتفرقة والعنصرية والحزن والألم والمشاكل النفسية والأسرية والكتيرررررر من الاحباط !!
وللحديث بقية ..
بارك الله فيكي وفي فكرك النير
شكراً من الأعماق
فمثل هذه الموضوعات نحن والمجتمع بحاجة ماسة اليها وإلى المحافظة على ديننا وقيمنا.