هل نحارب الابداع ؟
سألني احد الاصدقاء الموقرين اذا لم بكن نموذجك في الحياة والدك فمن سوف يكون فأجبته مباشرة سيكون غازي القصيبي لانه جمع بين العمل والهواية وهو ليس أول من يجمع بينهما فقد ذكر لنا التاريخ الكثير من المبدعين الذين استطاعوا التوفيق بين عملهم وهوايتهم واصدقائهم وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية ولعل خير مثال على هؤلاء هو الملك فيصل رحمه الله فقد شهد له التاريخ بذلك وشهدت له مدينة الطائف بكافة شعرائها وهو كان ملك الدولة وسمو النائب العام في الحجاز وكان اكثر انشغالاً من غيره ولكن الكثير من النقاد لا يتحمل وجود فكرة المسئول المبدع والقائد والانسان الذي يحمل المشاعر والاحاسيس وقد دار بعض الجدل في الفترات الماضية حول قصيدة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة متناسيين ان العرب شعراء بفطرتهم ومتناسيين المهارة الشعرية التي ورثها عن والده الملك فيصل رحمه الله ومن المضحك انني اواجه اسئلة كثيرة اذا ماكان تخصصي الجامعي في اللغه العربية بسبب كتاباتي الادبيه ويتفاجئ السائل حين يدرك ان الجواب هو ان شهادتي الجامعية كانت متخصصة في الفيزياء ولا يدركون ان المشاعر لا علاقة لها بتخصص الشهادة الجامعية او بالوظيفه او بالمنصب والمسئولية فكل منا يفرغ مشاعره بطريقته وعلى اسلوبه فمنهم من يفرغها بالرسم ومنهم بالكتابة او النحت او الخط او التصوير وغيرها الكثير وعندما اقتنع البعض ان غازي القصيبي شاعر وكاتب واديب قالوا انه مقصر في عمله على حساب اظهار مواهبه الشعرية رغم اننا جميعاً ندرك أنه كان من أبرز القياديين في المملكة العربية السعودية وكما أننا لو أدركنا كيفية ادارة الوقت لصالحنا لمارسنا هواياتنا دون التقصير في واجباتنا اليومية ولا يعني بالضرورة كون الملك فيصل رحمه الله شاعرا او ابنائه الامراء شعراء انهم سوف يقصرون في واجباتهم تجاه وطنهم لابراز مواهبهم الشعرية ولا يعني أن وجود حساب للرئيس الأمريكي أوباما على تويتر يعني أنه سوف ينشغل بما سوف يقوله الناس عن تغريداته في تويتر ويتركون قراراته السياسية النابعه من البيت الأبيض فلا تزر وازرةً وزر أخرى.