بعض المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تجعلك تشعر بأن تجربة عاطفية مزعجة مر بها مدون المنشور مثل "سأدع خرافة الحب وأتمتع بالصداقة" "الاهتمام لن يأتيك إلا من قلب يريدك" "لو كانوا خيرا لأبقاهم الله لنا" الجانب المثير هنا، هم مراهقون لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة تنطلق من حساباتهم هذه المنشورات .
ويقبع المراهقون جراء ذلك تحت طائلة السخرية من الكبار وربما أصبحوا مصدرا للتندر والفكاهة في المجالس والمنتديات الشبابية حيث يرى الكبار أن تداول الأحاديث العاطفية والمراسلات الغرامية أمر من حق الكبار والمتزوجين فقط كما يعلق أحدهم بلسان حاله "بدري عليك الهوا" ويقرأ المتابع لسلوك المراهقين وليد المزني منشورا لأحدهم يقول "تخيل! إنك تمسك جوال أحد تحبه وتسأله عن الرقم السري ويقولك : اكتب اسمك" ويعلق بفكاهة "أظن أنه لا بد من إعطائه منديلا يمسح به دموعه" .
وتشير إحصائيات الفيسبوك الرسمية الى تواجد أكثر من 680 ألف سعودي على منصات مواقع التواصل الاجتماعي من الفئة العمرية مابين الثالث عشرة والثامنة عشر سنة والتي تصنف علميا تحت مسمى "مرحلة المراهقة"، وفي الجانب الآخر يعبر المراهقون عن امتعاضهممما أسموه "تسلط الكبار" ويقول المراهق خالد يحي "من حقنا الإفصاح عن مشاعرنا" ويعبر عن وجهة نظره بأنه أمر "عادي" .
رومانسية مراهق
وتطول دهشتك وتصطك أسنانك ضحكا وفكاهة حين يرتفع عيار العاطفة في قلبه وتتفجر ينابيع الرومانسية من عروقه حيث يتضح من بعض هذه المنشورات وقد تخطى أصحابها مرحلة وجود المحبوب الى مرحلة التواصل معه ومايتبع ذلك من الشوق واللهفة لرؤية الحبيب مثل " احلى شي لمّن تجلس جنب اللي تحبه و فجأة يمسك يدك ويحط اصابعه بين اصابعك" .
أزمة اهتمام
التجول بين حسابات المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد للمتابع بأن هناك "أزمة اهتمام" بأشخاصهم من قبل الآخرين حيث تدور أغلب منشوراتهم حول الحب وقيم الصداقة والتعامل مع الآخرين،وذهب المختصون الى وصف تلك التصرفات بأنها عبارة عن "حب بريء وصادق لكنه عابر وطائش"ويبرر ذلكالاختصاصيالتربوي الأستاذ علي بن عفيف المدير التنفيذي لأكاديمية أثر مثل هذه الممارسات بكونها مؤقتة وتأتي استجابة لتغيرات جسمية ونفسية ويقول"إن مرحلة المراهقة عبارة عن مرحلة انتقالية بين الطفولة والرجولة لذلك ليس غريبا أن تجد مراهقا يحاكي صفات الكبار في بعض عباراته" وشددا بن عفيف على ضرورة أن يحوز المراهق على اهتمام الأسرة والوالدين .