ظاهرة قديمة شيئاً ما في حفلات الزفاف منذ ما يقارب العشر سنوات (أي منذ مداهمة أول جوال مزود بكاميرا لأسواقنا), مازالت مستمرة بين بعض العائلات بينما أصبحت ترفضها عائلات أخرى.. معروفة بالعامية بـ (التفتيش على جوالات الكاميرا)!
حيث أن بعض مقيمي حفلات الزفاف في القصور و الاستراحات يضعون موظفات مهمتهن التفتيش على الهاتف النقال الخاص بكل مدعوة بمجرد دخولها من باب المكان, فينتظرنها بجهاز (بوليسي) يمررنه على حقيبتها وعلى كافة جسمها لمصادرة أي جوال مزود بكاميرا من الممكن أن يكون بحوزتها, ومن ثم وفي حال وجدن ذاك الجوال (السلاح!) يصادرنه لديهن لآخر السهرة مقابل كرت يحمل رقم معين على المدعوة إبرازه قبل مغادرتها لاسترجاع هاتفها!
السؤال الذي يفرض نفسه .. لماذا يقوم بدعوتي من لا يثق بي ويخاف أن أصوره وألاحقه و أفضحه؟ وفي حال أرادت أي مدعوة إيذاء أي أحد بتصويره خلسة وابتزازه بالصور أو نشرها بين الناس فهل ستستخدم الوسيلة الأسهل للقيام بذلك؟ ألن تفكر تلك المؤذية المتربصة بأن تخفي الهاتف النقال (أبو كاميرا) في أي جزء داخل ثيابها حتى تنتهي عملية التفتيش؟ ألن يستخدم من يريد الأذية كل الوسائل الممكنة للقيام بذلك وهل ستمنعه مصادرة هاتفه؟
الواقع يقول أن من يريد أذية الناس فسوف يُدخل الهاتف النقال المزود بكاميرا حتى لو اضطر لتخبئته بين (رموش عينيه) , و إذا اضطره الأمر فهو سوف يستخدم أي وسيلة لتصوير الضحية حتى ولو أضطر لشراء (قلم الكاميرا الخفية).. فهل من قلة التقدير أن أقوم بدعوة أشخاص ومن ثم أخضعهم لتفتيش (إجباري) فقط لأنني غير واثقة؟ .. وهل من المفترض بي أن لا أدعو من لا أثق به؟ .. و حتى إن خفت أن يحضر خلسة من لا أثق بوجوده دون دعوة مني أليس من الأفضل أن أخسر مبلغ من المال على طباعة بطائق دخول خاصة تحدد بالضبط من يدخل ومن لا يُسمح له بالدخول بدلاً من أن أوفر المال على حساب كرامة الناس؟!
أسئلة كثيرة تختص بهذه الظاهرة حاولنا عبر صحيفة أرجاء أن نبحث لها عن إجابات من الناس.. وذلك عبر الاستفتاء الخاص الذي طرحناه منذ حوالي الأسبوعين و كان عن مدى موافقة القراء على القضاء على ظاهرة (مصادرة الهواتف المزودة بكاميرات) في الحفلات.. والمفاجأة كانت في النتيجة التي جاءت متقاربة بين من يوافقون على القضاء على هذه الظاهرة ومن لا يوافقون على ذلك , حيث جاءت الموافقة بنسبة 52.94% فيما جاء الرفض بنسبة 41.18% بحجة أنه في الحيطة الحذر والأذية واردة حتى ممن لا نتوقعهم.. بينما بقي 5.88% على الحياد ولم يهتموا بكون الظاهرة ستستمر أم ستختفي ..